جلالة الملك يلقي خطاب العرش
" لا أخاف إلا الله": رسالة الملك عبدالله الثاني العميقة في خطاب العرش تلهب مشاعر الأردنيين - فيديو
- يتساءل بعضكم كيف يشعر الملك؟ أيقلق الملك؟ لم تكن مجرد إضافة بلاغية، بل كانت رسالة سياسية وشعبية مكثفة، حملت دلالات عميقة تؤكد على الشفافية والتلاحم الفريد بين القائد وشعبه.
- يضع الملك ثقته المطلقة في شعبه، معتبرا إياه السند الحقيقي ومصدر المنعة والقوة في مواجهة أي تحديات.
في خطابات العرش السامية، غالبا ما تتركز الأنظار على المحاور السياسية والاقتصادية التي ترسم ملامح المرحلة المقبلة. لكن في خطاب العرش الأخير، جاءت لحظة إنسانية ووجدانية عميقة، اختصرت في عبارة واحدة، لامست وجدان الأردنيين وتحولت إلى "العبارة الأبرز" في الخطاب.
هذه اللحظة تجلت حين طرح جلالة الملك عبدالله الثاني تساؤلا افتراضيا يعكس هواجس الشارع، وأجاب عليه بمصارحة أبوية مباشرة:
"يتساءل بعضكم كيف يشعر الملك؟ أيقلق الملك؟ نعم، يقلق الملك، لكن لا يخاف إلا الله... ولا يهاب شيئا وفي ظهره 'أردني'."
هذه العبارة الاستثنائية لم تكن مجرد إضافة بلاغية، بل كانت رسالة سياسية وشعبية مكثفة، حملت دلالات عميقة تؤكد على الشفافية والتلاحم الفريد بين القائد وشعبه.
في خطوة تكسر الحواجز التقليدية، يشارك جلالة الملك شعبه "القلق" الإنساني. هذا الاعتراف لا يفسر كضعف، بل كأعلى درجات "قلق المسؤول". إنه اعتراف بأن قائد الوطن يحمل هموم شعبه، ويشعر بما يشعرون به تجاه التحديات القائمة.
بقوله "نعم، يقلق الملك"، يضع جلالته نفسه في ذات الخندق مع المواطن، مؤكدا أن هواجس المستقبل هي هم مشترك، وهو ما يعزز الثقة عبر الشفافية والمصارحة المطلقة.
"لكن لا يخاف إلا الله": العقيدة والإيمان
يأتي الاستدراك سريعا وحاسما ليضع "القلق" في إطاره الصحيح. فجلالته يفرق بوضوح بين "القلق" (وهو هم المسؤولية والتدبير) وبين "الخوف".
تأكيده "لا يخاف إلا الله" هو تحديد واضح لبوصلة القيادة، ووضع إطار عقائدي وإيماني ثابت. الرسالة هنا أن هذا القلق هو قلق "المؤتمن" على وطنه، وليس قلق "الخائف" على نفسه، وأن مواجهة التحديات، مهما عظمت، تستند إلى إيمان لا يتزعزع.
"ولا يهاب شيئا وفي ظهره أردني": مصدر القوة الحقيقي
هنا تكمن ذروة الرسالة وأقوى دلالاتها. فبعد تحديد المرجعية الإيمانية، يحدد جلالته المرجعية الدنيوية لقوته: "الأردني".
في هذه العبارة، يضع الملك ثقته المطلقة في شعبه، معتبرا إياه السند الحقيقي ومصدر المنعة والقوة في مواجهة أي تحديات. إنها رسالة تعكس اعتمادا متبادلا؛ فالقيادة تستمد قوتها من التفاف الشعب، والشعب يستمد عزيمته من ثقة قيادته. إنها تعبير عن أن المواطن الأردني هو "الظهر" الذي يحمي الوطن وقيادته.
الصدى: تجديد العهد بين القائد والشعب
لم تمر هذه العبارة مرور الكرام. ففور انتهاء الخطاب، ضجت بها الأوساط الشعبية، لأنها لم تكن مجرد كلمات عابرة في خطاب سياسي، بل كانت بمثابة تجديد للعهد، ورسالة أبوية مباشرة من القائد لكل مواطن.
لقد لاقت العبارة هذا الصدى الواسع لأنها جمعت بين الإحساس الإنساني المشترك (القلق)، والثبات العقائدي (الإيمان بالله)، والثقة المطلقة (الاعتماد على الشعب). وفي خضم التحديات التي تواجه المنطقة، جاءت هذه الكلمات لتؤكد مجددا أن الأردن، بتلاحم قيادته وشعبه، قادر على تجاوز كافة الصعاب.



