مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

صورة تعبيرية عن الوفاة

1
Image 1 from gallery

"وفاة كل دقيقة": تقرير "صادم" يكشف كيف يفتك ارتفاع الحرارة بالبشر

نشر :  
20:13 2025-10-29|
  • كشف "مؤشر لانسيت" عن ارتفاع مذهل في الوفيات المنسوبة مباشرة إلى الحرارة

في تحذير هو الأشد قسوة حتى الآن، كشف تقرير دولي رئيسي أن الفشل العالمي في مواجهة أزمة المناخ لم يعد تهديدا مستقبليا، بل أصبح واقعا قاتلا يفتك بالبشر بمعدل "شخص واحد كل دقيقة" حول العالم بسبب ارتفاع درجات الحرارة وحدها.

التقرير، المعروف باسم "مؤشر لانسيت لتغير المناخ والصحة لعام 2025"، دق ناقوس الخطر، موضحا أن الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري لا يتسبب فقط في الاحترار العالمي، بل يغذي بشكل مباشر أزمات صحية كارثية، تشمل تلوث الهواء، وحرائق الغابات المدمرة، والانتشار المتسارع لأمراض قاتلة مثل حمى الضنك، مما يؤدي مجتمعا إلى وفاة ملايين الأشخاص سنويا.

"مؤشر لانسيت": المصدر الأكثر شمولا

لم تأت هذه الأرقام الصادمة من فراغ. فهذا التقرير، الذي يعد الأشمل من نوعه حتى الآن، تم إعداده بقيادة جامعة كوليدج لندن (UCL) بالتعاون الوثيق مع منظمة الصحة العالمية (WHO).

وشارك في إعداده 128 خبيرا من أكثر من 70 مؤسسة أكاديمية مرموقة وهيئة أممية متخصصة.

يعتمد التقرير على تحليل بيانات واقعية لربط التغيرات المناخية بالنتائج الصحية المباشرة، ويقدم صورة قاتمة للثمن البشري الذي يدفعه الكوكب.

تشريح "كارثة" الوفيات المرتبطة بالحرارة

يكشف "مؤشر لانسيت" عن ارتفاع مذهل في الوفيات المنسوبة مباشرة إلى الحرارة. ووجد التقرير أن عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة ارتفع بنسبة 23% منذ تسعينيات القرن الماضي.

ولتوضيح حجم الكارثة بالأرقام، بلغ متوسط الوفيات السنوي الناجم عن الحرارة 546 ألف وفاة، وذلك في الفترة ما بين عامي 2012 و2021.


وعند تقسيم هذا الرقم الهائل، نجد أن الكوكب يشهد 1,500 وفاة يوميا بسبب الحرارة.

وبما أن اليوم يحتوي على 1,440 دقيقة، فإن المتوسط الفعلي يصل إلى "وفاة واحدة كل دقيقة تقريبا" على مدار الساعة، طوال العام.

ولم يعد "الحر القاتل" حدثا استثنائيا، بل أصبح "الوضع الطبيعي الجديد". وكشف التقرير أنه خلال السنوات الأربع الماضية، تعرض الإنسان العادي في المتوسط إلى 19 يوما سنويا من "الحرارة المهددة للحياة".

والأخطر من ذلك، أن 16 يوما من هذه الأيام "لم تكن لتحدث لولا التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري".

التكلفة الاقتصادية: 639 مليار ساعة عمل ضائعة

لا يقتصر تأثير الحرارة على الوفيات، بل يمتد ليشل الاقتصادات ويدمر سبل العيش، خاصة في الدول الهشة. وأدى التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، التي تجعل العمل في الهواء الطلق شبه مستحيل، إلى خسارة قياسية بلغت 639 مليار ساعة عمل في عام 2024 وحده.

هذه الساعات الضائعة لا تمثل مجرد إزعاج، بل هي كارثة اقتصادية، حيث تعادل هذه الخسارة ما نسبته 6% من الناتج المحلي الإجمالي للدول الأقل نموا، مما يوسع فجوة الفقر وعدم المساواة عالميا.

ما وراء الحرارة: الوقود الأحفوري.. القاتل متعدد الأوجه

يشدد التقرير، وفق ما نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية، على أن الأضرار الصحية الناتجة عن التغير المناخي "ستزداد سوءا" ما لم يتغير المسار الحالي.

تلوث الهواء:

أوضح التقرير أن الاحتراق المستمر للوقود الأحفوري لا يقتصر ضرره على تسخين الكوكب عبر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بل إنه يسبب "تلوثا هوائيا" مباشرا يؤدي إلى وفاة ملايين الأشخاص سنويا (بشكل منفصل عن وفيات الحرارة).

وعلى الجانب الآخر، فإن أي انخفاض في استخدام الفحم ينقذ الأرواح فورا؛ حيث وجد التقرير أن انخفاض استخدام الفحم خلال العقد الماضي أنقذ نحو 400 شخص يوميا من الموت المبكر.

حرائق الغابات:

أدى الجفاف الشديد وموجات الحر القياسية الناجمة عن المناخ إلى مواسم حرائق غابات غير مسبوقة. وتسببت هذه الحرائق في تسجيل 154 ألف وفاة خلال عام 2024 — وهو رقم قياسي، سواء بسبب الحروق المباشرة أو استنشاق الدخان السام.

انعدام الأمن الغذائي:

أدى الجفاف وموجات الحر إلى تلف المحاصيل ونفوق الماشية على نطاق واسع. ونتيجة لذلك، يعاني 123 مليون شخص إضافي من انعدام الأمن الغذائي في عام 2023، مقارنة بمتوسط العقود السابقة.

ورغم أن التقرير أشار إلى "تزايد معدلات إنتاج الطاقة المتجددة بسرعة"، إلا أنه اختتم بتحذير لا لبس فيه: "مستقبل صحي للبشرية غير ممكن إذا استمر تمويل الوقود الأحفوري بالمعدلات الحالية".

في تحذير هو الأشد قسوة حتى الآن، كشف تقرير دولي رئيسي أن الفشل العالمي في مواجهة أزمة المناخ لم يعد تهديدا مستقبليا، بل أصبح واقعا قاتلا يفتك بالبشر بمعدل "شخص واحد كل دقيقة" حول العالم بسبب ارتفاع درجات الحرارة وحدها.

التقرير، المعروف باسم "مؤشر لانسيت لتغير المناخ والصحة لعام 2025"، دق ناقوس الخطر، موضحا أن الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري لا يتسبب فقط في الاحترار العالمي، بل يغذي بشكل مباشر أزمات صحية كارثية، تشمل تلوث الهواء، وحرائق الغابات المدمرة، والانتشار المتسارع لأمراض قاتلة مثل حمى الضنك، مما يؤدي مجتمعا إلى وفاة ملايين الأشخاص سنويا.

"مؤشر لانسيت": المصدر الأكثر شمولا

لم تأت هذه الأرقام الصادمة من فراغ. فهذا التقرير، الذي يعد الأشمل من نوعه حتى الآن، تم إعداده بقيادة جامعة كوليدج لندن (UCL) بالتعاون الوثيق مع منظمة الصحة العالمية (WHO).

وشارك في إعداده 128 خبيرا من أكثر من 70 مؤسسة أكاديمية مرموقة وهيئة أممية متخصصة.

يعتمد التقرير على تحليل بيانات واقعية لربط التغيرات المناخية بالنتائج الصحية المباشرة، ويقدم صورة قاتمة للثمن البشري الذي يدفعه الكوكب.

تشريح "كارثة" الوفيات المرتبطة بالحرارة

يكشف "مؤشر لانسيت" عن ارتفاع مذهل في الوفيات المنسوبة مباشرة إلى الحرارة.

ووجد التقرير أن عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة ارتفع بنسبة 23% منذ تسعينيات القرن الماضي.

ولتوضيح حجم الكارثة بالأرقام، بلغ متوسط الوفيات السنوي الناجم عن الحرارة 546 ألف وفاة، وذلك في الفترة ما بين عامي 2012 و2021.

وعند تقسيم هذا الرقم الهائل، نجد أن الكوكب يشهد 1,500 وفاة يوميا بسبب الحرارة. وبما أن اليوم يحتوي على 1,440 دقيقة، فإن المتوسط الفعلي يصل إلى "وفاة واحدة كل دقيقة تقريبا" على مدار الساعة، طوال العام.

ولم يعد "الحر القاتل" حدثا استثنائيا، بل أصبح "الوضع الطبيعي الجديد". وكشف التقرير أنه خلال السنوات الأربع الماضية، تعرض الإنسان العادي في المتوسط إلى 19 يوما سنويا من "الحرارة المهددة للحياة".

والأخطر من ذلك، أن 16 يوما من هذه الأيام "لم تكن لتحدث لولا التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري".

التكلفة الاقتصادية: 639 مليار ساعة عمل ضائعة

لا يقتصر تأثير الحرارة على الوفيات، بل يمتد ليشل الاقتصادات ويدمر سبل العيش، خاصة في الدول الهشة. وأدى التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، التي تجعل العمل في الهواء الطلق شبه مستحيل، إلى خسارة قياسية بلغت 639 مليار ساعة عمل في عام 2024 وحده.

هذه الساعات الضائعة لا تمثل مجرد إزعاج، بل هي كارثة اقتصادية، حيث تعادل هذه الخسارة ما نسبته 6% من الناتج المحلي الإجمالي للدول الأقل نموا، مما يوسع فجوة الفقر وعدم المساواة عالميا.