صورة تعبيرية لمسرح جريمة
اعترافات كاملة لقاتل "سيدة فيصل": وضعت السم في العصير وقتلت الأطفال خوفا من الفضيحة
- اعترف المتهم تفصيليا بارتكابه الجريمة
شهدت قضية مقتل سيدة وأطفالها الثلاثة في منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، تطورات دراماتيكية خلال الساعات الأخيرة. فبعد أيام من الغموض، أسفرت التحقيقات المكثفة عن انهيار المتهم واعترافه بكامل تفاصيل الجريمة البشعة.
وفي تطور لافت، ظهر زوج الضحية ليدافع بقوة عن سمعة زوجته، نافيا بشكل قاطع كل ما تردد حول وجود علاقة تجمعها بالقاتل، مما يفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول الرواية الكاملة للجريمة ودوافعها الحقيقية.
تفاصيل التحقيقات والاعترافات
عقدت النيابة العامة بالجيزة جلسة تحقيق مطولة مع المتهم "أحمد"، الذي يمتلك محل أدوية بيطرية بالقرب من مسكن الضحية. وخلال الجلسة، تمت مواجهة المتهم بالأدلة الدامغة التي تم جمعها من مسرح الجريمة، بالإضافة إلى مقاطع فيديو رصدت تحركاته، وتحديدا لحظة تخلصه من جثامين الأطفال.
أمام هذه الأدلة، اعترف المتهم تفصيليا بارتكابه الجريمة. وكشف المتهم في اعترافاته أنه يقيم بمفرده في شقة مجاورة لمسكن الضحايا، وذلك بعد انفصاله عن زوجته، مشيرا إلى أنه لم ينجب أطفالا.
بداية القصة (كما رواها القاتل)
بحسب ما جاء في اعترافات المتهم، فإن بداية تعارفه على المجني عليها كانت في شهر يوليو الماضي، وذلك أثناء ترددها على محله لشراء بعض الأدوية البيطرية.
وزعم المتهم أن هذا التعارف تطور سريعا؛ فـ "بدأت بينهما مكالمات متكررة"، وأن المجني عليها "أخبرته برغبتها في الطلاق من زوجها".
وادعى "أحمد" أنه "عرض عليها المساعدة"، وقام "باستضافتها في شقة استأجرها لها بمنطقة فيصل"، وذلك "بعد هروبها من منزل الزوجية". وأشار المتهم إلى أن الضحية "حضرت إلى شقته مصطحبة أطفالها الثلاثة"، وهو الأمر الذي أكد أنه "رفضه في البداية".
واستمر هذا الوضع، بحسب اعترافاته، قرابة الشهر، "عاشوا فى الشقة قرابة الشهر"، وهي الفترة التي "لم يذهب الأطفال إلى مدارسهم خلالها".
الخلاف الذي سبق الجريمة
وتابع المتهم في سرد روايته، قائلا إن المجنى عليها طلبت منه الزواج، لكنه "تهرب" من هذا الطلب، مبررا ذلك بأنها "ما زالت على ذمة زوجها".
وزعم القاتل أن الخلافات بدأت تدب بينهما عندما "شاهدها تتحدث في الهاتف مع شخص آخر". ورغم أن الضحية، بحسب قوله، "بررت أن هذا الشخص يساعدها في إجراءات الطلاق"، إلا أنه لم يقتنع.
التخطيط والتنفيذ: جريمة بالسم البيطري
في يوم 20 أكتوبر، ادعى المتهم أن "الشك" تملكه مجددا "في سلوكها"، وفي تلك اللحظة "قرر التخلص منها نهائيا".
وهنا، استغل المتهم طبيعة عمله وخبرته. فلكونه صاحب محل أدوية بيطرية، "حدد نوع السم القاتل" بعناية، واختار "مبيدا حشريا قويا" لضمان تنفيذ جريمته.
وفي يوم 21 أكتوبر، بدأ التنفيذ. "وضع السم في كوب عصير وقدمه للمجني عليها". وبعد تناوله، "أصيبت بإعياء شديد".
وفي محاولة منه لإبعاد الشبهات، "نقلها إلى المستشفى مدعيا أنها زوجته". ولكن "بعد وفاتها" هناك، "تركها وهرب".
الجريمة الثانية: قتل الأطفال
لم تنته فصول الجريمة عند هذا الحد. "عاد [القاتل] إلى الشقة" التي ترك فيها الأطفال، "وقرر قتل الأطفال الثلاثة خوفا من افتضاح أمره".
وكرر المتهم طريقته، حيث "وضع السم في كوبين عصير وقدمه للطفلين الأكبر سنا"، اللذين توفيا في الحال.
أما "الطفل الثالث"، فقد "رفض شرب" كوب العصير المسموم. ولإتمام جريمته، قام المتهم بأخذ الطفل الثالث حيا "وألقى به في إحدى الترع للتخلص منه".
وللتخلص من جثتي الطفلين الآخرين، "استعان بعامل من محله"، ووضعهما في "توك توك"، وأوهم العامل أنه يقوم "بتوصيلهما إلى والدتهما".
تحركات النيابة.. وظهور الزوج
وبعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض عليه، ومواجهته بالأدلة، "اعترف تفصيليا بارتكابه الجريمة". وبناء عليه، "قررت النيابة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق"، وتم "تجديد حبسه 15 يوما" لاحقا.
ووجهت النيابة العامة باتخاذ سلسلة من الإجراءات الحاسمة لاستكمال ملف القضية. وشملت هذه الإجراءات "استدعاء تذكرة دخول المستشفى" وكل "المستندات التي حررها المتهم باسم الضحية" (عندما ادعى أنها زوجته).
كما "أمرت بفحص هاتف المجني عليها والمتهم لاستخراج المحادثات والمكالمات" التي دارت بينهما.
وتم "تكليف الطب الشرعي بتشريح الجثامين" (الأم وطفليها اللذين عثر عليهما) "لبيان سبب الوفاة بدقة" وتحديد نوع السم المستخدم ومطابقته باعترافات المتهم. كما تم "طلب تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة وملابساتها".
الرواية المضادة: الزوج ينفي "العلاقة"
وفي تطور هام يضع رواية المتهم بالكامل في دائرة الشك، "ظهر زوج الضحية" للدفاع عن سمعة زوجته القتيلة.
وأكد الزوج، نافيا بشكل قاطع "كل ما تردد حول وجود علاقة بينها وبين القاتل". هذا النفي يطرح تساؤلات جوهرية حول الدافع الحقيقي للجريمة، وعن الظروف التي دفعت الزوجة لترك منزلها، وهو ما ستكشف عنه التحقيقات المستمرة.



