الفضة تحلق: ارتفاع العقود الآجلة إلى 57.987 دولار للأونصة
- المعدن الأبيض يفك ارتباطه ويحلق.. عقود الفضة تقترب من الستين دولارا بدعم صناعي ومخاوف جيوسياسية.
في خطوة عكست شهية متزايدة للمخاطرة المحسوبة، واصلت عقود الفضة الآجلة استحقاق مارس 2026 مسارها التصاعدي اللافت، مسجلة مكاسب قوية خلال تداولات الصباح، في وقت بدأت فيه الفجوة تضيق بين الأسعار الحالية والقمم التاريخية المسجلة سابقا.
وعند تمام الساعة 06:40 صباحا، رصدت شاشات التداول اختراق الأونصة لحواجز مقاومة عنيدة، لتستقر عند 57.987 دولار، محققة نموا يوميا بلغت نسبته 0.86% ما يعادل إضافة 0.496 دولار للقيمة، متجاوزة بذلك الحاجز النفسي عند 57 دولارا، ومقتربة بخطى ثابتة من أعلى مستوى سنوي بالغ 59.655 دولار.
انتعاش مدفوع بـ"التقنية" و"الملاذات"
هذا الصعود القوي الذي ضاعف قيمة المعدن تقريبا خلال عام واحد من قاع الـ 27.5 دولار لا يبدو حدثا عابرا؛ إذ يعزوه مراقبون إلى محفزات مزدوجة.
فمن جهة، يتنامى الطلب الصناعي على الفضة باعتبارها عصب الصناعات التكنولوجية الدقيقة ومشاريع الطاقة النظيفة، ما يرفع كلفة المواد الخام ويضغط على المعروض.
ومن جهة أخرى، تلعب التوترات الجيوسياسية المحتدمة في الشرق الأوسط، جراء ممارسات الاحتلال، دورا جوهريا في إعادة توجيه بوصلة الاستثمارات.
حيث باتت الفضة تتصدر المشهد كـ"ملاذ آمن" أكثر جاذبية للمحافظ المتوسطة، نظرا لانخفاض تكلفتها مقارنة بالذهب، فيما يشبه عملية "فك ارتباط جزئي" عن المعدن الأصفر، لتغرد الفضة منفردة بأداء نسبي متفوق.
قراءات فنية: هل نرى الـ 60 دولارا قريبا؟
على صعيد التحليل الفني، يرى خبراء الأسواق أن نجاح العقود الآجلة في الثبات فوق أرضية الدعم المحورية عند 57.30 دولار، وتداولها ضمن نطاق يومي لامس سقف الـ 58.23 دولار، يعد إشارة شراء قوية Strong Buy.
وتشير التوقعات إلى أن الزخم الشرائي الحالي، المدعوم بمؤشرات لم تصل بعد إلى مرحلة "التشبع"، قد يدفع الأسعار لاختبار القمة السنوية قريبا جدا.
وفي حال كسر هذا الحاجز، فإن الطريق ستكون ممهدة نحو ملامسة مستوى الـ 60 دولارا النفسي، فيما ينظر لأي تراجع طفيف حاليا على أنه مجرد "استراحة محارب" لجني الأرباح قبل استئناف رحلة الصعود.



