تعبيرية لسلوك طفل عدواني
مؤشرات مبكرة للجريمة: علامات سلوك عدواني تظهر منذ سن الثالثة
- دراسات نفسية واجتماعية تكشف: "الإهمال الأسري" و"رفاق السوء" يحولان الطفل إلى مجرم.. ومؤشرات مبكرة للخطر.
تعتبر عملية تحول الطفل إلى مجرم مسألة معقدة ومتشابكة، تتأثر بجملة من العوامل النفسية والاجتماعية والبيئية، حيث أكدت الدراسات المتخصصة في علم الجريمة وعلم النفس أن الأطفال لا يولدون مجرمين بالفطرة، بل يتطور لديهم السلوك الإجرامي نتيجة سلسلة من التفاعلات السلبية مع محيطهم، تبدأ غالبا من مراحل الطفولة المبكرة أو المراهقة، مما يقودهم للانخراط في أنشطة مخالفة للقانون كالسرقة والعنف.
وأوضحت الأبحاث أن العوامل الأسرية تلعب دورا محوريا في هذا السياق؛ إذ إن وجود تاريخ إجرامي لدى الآباء، أو المعاناة من الاضطرابات النفسية، والإهمال العاطفي، والغياب الأبوي، كلها أمور تشكل أرضية خصبة للانحراف، لاسيما أن الأطفال الذين ينشؤون في أسر غير مستقرة يكونون أكثر عرضة لخطر الجريمة.
وفي المقابل، تسهم العوامل البيئية والاجتماعية، كالفقر والعيش في أحياء ترتفع فيها معدلات الجريمة، ومخالطة الأقران السلبيين، في تعليم الطفل السلوك الإجرامي من خلال الارتباط بأشخاص خارجين عن القانون، فيما لا يمكن إغفال دور العوامل النفسية والوراثية التي تتفاعل مع البيئة، بالإضافة إلى التأثير الإعلامي والفشل الدراسي.
وفي سياق الحديث عن المسؤولية، يلعب الأهل الدور الحاسم في تشكيل سلوك الطفل؛ إذ تشير الإحصائيات إلى أن ما يقارب 85% من غير الجانحين يأتون من أسر مهتمة وراعية توفر الإشراف المناسب، بينما يؤدي الإهمال أو العقاب القاسي إلى زيادة احتمالية تورط الطفل في الجريمة عن طريق النمذجة السلوكية.
كما تؤثر بيئة المدرسة والمجتمع بشكل كبير؛ فالمدارس ذات الجودة المنخفضة والأحياء غير الآمنة تعزز الشعور باليأس والتمرد لدى الشباب.
وحول المؤشرات المبكرة التي تدق ناقوس الخطر، حذر المختصون من علامات سلوكية قد تظهر منذ سن الثالثة، مثل العدوانية الجسدية، والعناد الشديد، والكذب المتكرر، والسرقات البسيطة.
وتمتد هذه المؤشرات إلى مرحلة المدرسة والمراهقة لتشمل الفشل الدراسي، والتغيب المتكرر، والتنمر، وتخريب الممتلكات، والهروب من المنزل، وحيازة أشياء باهظة الثمن دون تفسير منطقي، إلى جانب الانسحاب الاجتماعي ومصادقة المنحرفين، حيث ترتبط هذه العلامات غالبا بـ"اضطراب السلوك".
ولتجنب هذا المصير المظلم، أوصى الخبراء باعتماد استراتيجيات وقاية فعالة، تبدأ بتعزيز الروابط الأسرية، وتوفير بيئة داعمة، والتواصل الإيجابي، والتدخل المبكر عند رصد أي سلوك عدواني أو فشل دراسي من خلال طلب المساعدة النفسية.
كما شددوا على أهمية تحسين البيئة المحيطة باختيار أحياء آمنة، وتشجيع المشاركة في الأنشطة الرياضية والتعليمية، ودعم البرامج المجتمعية التي تركز على الوقاية من الجريمة الشبابية؛ حيث تعتمد الوقاية في النهاية على جهود مشتركة بين الأسرة والمجتمع لضمان نمو صحي وسليم للأطفال.



