تعبيرية..
هل يقودنا الحرمان من النوم إلى "النهاية الحتمية"؟.. حقائق صادمة تكشفها الدراسات
- فعند تجاوز حاجز الـ 24 ساعة بلا نوم، يدخل الدماغ في حالة تشبه إلى حد كبير "تأثير الكحول".
في ظل إيقاع حياة لاهث لا يعترف بالراحة، وتحت وطأة ضغوط معيشية لا تنقطع، بات سؤال مخيف يتردد في أذهان الكثيرين: هل يمكن لمخاصمة الوسادة والحرمان من النوم أن يكون طريقا مختصرا نحو الموت؟.. سؤال حمله خبراء الصحة إلى المختبرات للخروج بإجابة حاسمة تضع حدا للمخاوف والشائعات.
وفي هذا السياق، كشف تقرير طبي موسع نشره موقع "هيلث لاين" المتخصص، عن حقيقة قد تبدو مطمئنة نسبيا لكنها محملة بالتحذيرات؛ إذ بين أن مجرد السهر أو قلة النوم غالبا لا تؤدي إلى الوفاة المباشرة، إلا أنها تمهد الطريق لتدهور صحي جسيم قد ينتهي بكوارث تهدد الحياة في حالات نادرة ومتطرفة.
رحلة انهيار الجسد.. بالساعات يرسم التقرير خارطة زمنية لتداعيات اليقظة المستمرة؛ فعند تجاوز حاجز الـ 24 ساعة بلا نوم، يدخل الدماغ في حالة تشبه إلى حد كبير "تأثير الكحول"، حيث تشير بيانات مراكز السيطرة على الأمراض CDC إلى أن السهر ليوم كامل يعادل وجود نسبة كحول في الدم تبلغ 0.10%، وهي نسبة كفيلة بإفقاد الشخص تركيزه وقدرته على القيادة الآمنة، متجاوزة الحد القانوني في معظم الدول.
ومع مرور 36 ساعة، تبدأ "الساعة البيولوجية" بالاضطراب العنيف، ما يطلق "عاصفة هرمونية" يرتفع فيها مستوى "الكورتيزول" هرمون التوتر، ليعاني الجسم من اختلالات تؤثر على حرارته وشهيته، بالتوازي مع هبوط في كفاءة استهلاك الأكسجين وتشتت في الذاكرة.
الخطر الأقصى.. والنوم المجهري تتصاعد الحدة عند بلوغ 48 ساعة؛ إذ يبدأ الجهاز المناعي بالتهاوي، ويواجه الشخص ظاهرة مرعبة تعرف بـ"النوم الجزئي" أو "المجهري" (microsleep)، وهي لحظات يغيب فيها الوعي لثوان معدودة دون إدراك، ما يجعل من القيادة أو العمل مشروع انتحار.
أما عند كسر حاجز الـ 72 ساعة، يدخل الإنسان دائرة "الخطر الشديد"، حيث تهاجمه الهلاوس السمعية والبصرية، ويفقد اتصاله بالواقع، وصولا إلى حالات من "جنون الارتياب". ويحذر الخبراء من أن الاستمرار لأكثر من 96 ساعة قد يؤدي إلى نتائج كارثية تصل إلى فشل الأعضاء الحيوية.
الإفراط في النوم.. خطر آخر على الضفة المقابلة، ينبه التقرير إلى أن "النوم الزائد" ليس طوق نجاة؛ بل يرتبط هو الآخر بمعدلات وفاة مرتفعة، ومشاكل صحية تتراوح بين الاكتئاب، والسكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، ما يجعل الالتزام بالمعدل المثالي 7 إلى 9 ساعات هو الحصن الوحيد للحفاظ على سلامة العقل والجسد.



